في اعتقادي الشخصي أنّ تعلم لغة معينة أو الرغبة في رفع مستواها هو أمر تراكمي ولا يمكن تحديده بوقت معين. التجهيز لإختبار لغة مثل الآيلتس IELTS لا يمكن تقييده بدراسة مكثفة في فترة قصيره، بل بالعكس، كل ما ازدادت الفترة وأصبحت الدراسة بطيئة كل ما كانت القابلية للتعلم أفضل. هذه التدوينة تستعرض تجربتي بشكل مختصر في تجهيزي لامتحان الآيلتس (النسخة الأكاديمية) للغة الإنجليزية بدراسة ذاتيّة تقريبا. مستواي كان كأي مستوى طالب جامعي، لم يسبق أن دخلت دورات مكثفة في اللغة ما عدا في أوائل سنواتي الجامعية. باعتقادي - إن شاء الله - أن الأمر سهل وميسّر لكل جامعي درس موادّه بالإنجليزيه، لكن يحتاج القليل من التخطيط، الوقت، الجهد، الصبر، الإلتزام، .. والكثير من الإيمان.
مدة الخطة التي التزمت فيها كانت في حدود أربعة أشهر ونصف، بساعات أسبوعية تتجاوز تقريبا ١١ ساعة، وتتفاوت. كان التكنيك الأساسي هو الإعتماد على تكرار القيام بإختبارات تجريبية، وتسجيل نقاط الضعف، ومن ثم محاولة تطويرها بقدر الإمكان، حتى الوصول لمستوى لغوي يؤهل لتحقيق الدرجة المطلوبة.
مصادر الاختبارات التجريبية متعددة
- مجموعة متسلسلة وهي إصدارات مشهورة لاختبارات تجريبية من كامبريدج ، وهذي أعتبرها الأفضل لأن الأسئلة فيها شبيهة بالاختبار، لأنها من إنتاج نفس الجامعة أو المنظمة اللي تقدم الاختبار.
- كتاب آخر يقدم اختبارات تجريبية (مستواه صعب، لكن مفيد، خصوصا قسم القراءة).
الخطوة الأساسية في التحضير للاختبار هي تحليل المهارات اللغوية الرئيسية الأربع بشكل مفصّل، كالتالي:
أولا: المهارات الـ Passive
هذه المهارات يسهل تطويرها لأنه يسهل اكتشاف أخطائك فيها بعد تكرار الاختبارات، حيث تقييمك لآدائك يرتبط بعدد الإجابات الصحيحة التي حققتها في اختباراتك التجريبية، بالتالي من السهولة تحقيق درجة عالية فيها بعد التدريب المكثف. المريح هنا أنك لن تحتاج مهارات القواعد المتقدمة عموما إلا فيما ندر.
- الاستماع : من وجهة نظري يُعتبر أسهل قسم، بالتالي أنصح بالتركيز على تحقيق أعلى الدرجات فيه.
- بعض الأفكار التي قد تساهم، مع التكرار، في رفع المستوى السماعي :
- مشاهدة البرامج الأجنبية بترجمة إنجليزية، وأحيانا بلا ترجمة.
- متابعة البرامج الصوتية (podcasts) التي تركز على تطوير اللغة. (مثال: مجموعة برامج صوتية مقدمة من BBC ).
- بعض الأخطاء الشائعة والحلول المقترحة:
- الأخطاء الإملائية: سبب قد يكون تافه مقارنة بما تخسره من درجات، خصوصا أن إجابات هذا القسم مقتضبة ومحدودة بكتابة كلمات معينة. الحل الأمثل هو التركيز على معرفة الإملاء اللغوي أثناء التحضير للاختبار، مثلا أثناء قراءتك للمقالات. حسب ما قرأت من مصادر مختلفة، أغلب الكلمات اللي يُطلب منك كتابتها لن تخرج من قائمة كلمات مشهورة تسمى General Service List مجموعها ٢٢٨٤ كلمة تقريبا (رابط ذو علاقة)، إتقان كتابتها بالشكل السليم قد يساعدك في رفع درجاتك.
- عدم قراءة السؤال قبل الإجابة: أثناء الاستماع للمحادثات، سيكون من الصعوبة التركيز على قراءة الأسئلة، ومن الممكن أن محاولة قراءتها يشّتتك ويفقد تركيزك بشكل كامل. يُسمح لك تقريبا بـ ٣٠ ثانية لقراءة مجموعة الأسئلة قبل ما يبدأ الاختبار لكل قسم. هذه الثواني مهمة جدا ومن المهم أن تقرأ الأسئلة بعناية بالغة، حتى تستطيع التركيز على ما يهمك أثناء الاستماع.
- إهمال الجانب النحوي: التفريق في كتابة الكلمة (الإجابة) بصيغة الجمع أو المفرد أحيانا مهم. إذا لم تستطع تحديد الصيغة من الاستماع سيكون بالإمكان تخمين الصيغة من خلال تركيبة الجملة (كمثال : الجمع يحتاج s في النهاية - المفرد يحتاج أحيانا تعريف في البداية مثل the a an). معرفتك بالقواعد النحوية قد يكون مفيد في(تخمين) الإجابات عموما، خصوصا في حال عدم مقدرتك على تحديد الإجابة من خلال الاستماع بشكل قطعي.
مع مثل هذا التدريب على المدى الطويل، سوف تكتشف، كما اكتشفت، أن المستوى السماعي يتحسن كثيرا، وأحيانا من غير إدراك.
- القراءة: قد يكون تحقيق درجة عالية في هذا القسم معضلة كبيرة، لكن مع التدريبات المستمرة (الذكيّة)، بإلامكان رفع المستوى بشكل ملحوظ. مثل ما ذكرت، الخطوة الأهم دائما هي تحديد مكامن الضعف أثناء تكرار الاختبارات التجريبيبة، التي من الممكن أن تحرمك الدرجة الأفضل. المحاور الرئيسية التي تُستهدف في هذا القسم بالإمكان تلخيصها كالتالي:
- حصيلة الكلمات أو الـ Vocabulary : ببساطة معرفتك لكلمات أكثر معناها فهم أكبر للنص. النصوص المستخدمة مشابهة غالبا للتقارير والمقالات المطروحة في المجلات والصحف البريطانية المشهورة، مثل : BBC - The Economist. وبعضها يحتاج خلفيّة أكاديمية مبسّطة. أحد الحلول لرفع حصيلة الكلمات هو الالتزام بالقراءة الدورية لمثل هذه التقارير مع الترجمة الدقيقة، مع الوقت وتكرار مرور الكلمات الجديدة تزداد الحصيلة اللغوية. من ناحية أخرى، هذه قائمة مشهورة بالكلمات الأكثر ظهوراً في المقالات الاكاديمية Academic Word List (هنا الرابط) وهي مفيدة جدّا، إذا درستها بعناية، وترفع مستواك بشكل مُبهر.
- سرعة القراءة : من الممكن تقييم سرعة القراءة من خلال الاختبارات تجريبية. أقترح التنويع بعمل الاختبارات، بتحديد وقت (كما يحصل في الاختبار) أو بدون. الفائدة من ذلك أنه في حال وجدت فارق كبير وشاسع في عدد الإجابات الصحيحة، هو أن تعرف قطعا أن سرعة القراءة لديك تحتاج تطوير، وأن البطء عائق أساسي في تحقيقك لدرجة أعلى. هناك أفكار متناثرة عبر الانترنت قد تساعدك في تطوير سرعة القراءة : (كمثال هذا موقع استخدمته بشكل مؤقت ورفع سرعة القراءة بشكل ملحوظ، فكرته أنه يعرض نص متحرك بسرعة معينة قابلة للتعديل. ابدأ بسرعة بطيئة وحاول بعد ذلك رفعها مع الوقت. موقع آخر يقدم تمرين مفيد : يساعدك بتقسيم جمل المقالات على شكل مجموعات مما يساعد في رفع سرعة القراءة).
- مهارات الـ Skimming ، Scanning : الوقت في قسم القراءة محدود، وغالبا سوف تتضطر إلى تجاهل بعض أجزاء النصوص. أحد الحلول هو التركيز على قراءة تقريبا أقل من ٧٠٪ من مجمل أي قطعة قراءة في الاختبار. هناك طرق وأفكار كثيرة تساعدك باستنتاج الأفكار الأساسية من أي قطعة بدون قراءة مفصلة. أيضا رفع سرعة بحثك عن كلمة معينة (مثلا اسم شخص) في قطعة معينة يختصر الكثير. هذا موقع استفدت منه في هالناحية ويقدم تكنيكات مفيدة ( هنا).
ثانيا: المهارات الـ Active
هذه المهارات من الصعب تطويرها بدراسة ذاتية الحقيقة، لأنها مهارات (إنتاجية); تحتاج تقييم ومساعدة من الآخرين، ومن الصعوبة إذا لم تكن من الإستحالة تقييم نفسك فيها بدقّة. عموما، الانترنت يقدم خدمات مفيدة، وأحيانا مدفوعة، قد تختصر عليك الوقت والمكان (مثل حضور دورات معينة او ارتباط مع مدرس معين).
- الكتابة : صعوبة القسم الكتابي تكمن في أنه يختبر مجموعة مهارات في اللغة، دفعة واحدة، مثل : القواعد النحوية - القواعد الإملائية - الحصيلة اللغويّة .
- شخصيا استعنت بشكل أساسي في هالقسم لموقع جيد (وهناك مواقع كثيرة تقدم نفس الخدمة بالمناسبة). يقدم خدمة تقييم النصوص; يستقبل نصوص كتابيه لأسئلة من اختبارات تجريبية لآيلتس، ويقيمك من خلالها بالتفصيل الممل، ويقترح عليك نصائح متفرقة. (هنا الموقع تقريبا تكلفة التقييم ١٠ ريال سعودي لكل مقال).
- أيضا نصيحة أخرى أفادتني: حاول قدر الإمكان الابتعاد عن القواعد النحوية المعقدة أثناء الكتابة حتى تتفادى الوقوع في الأخطاء النحوية. التركيز على الزمن الـ Simple مثلا قد يكون حل مناسب.
- المحادثة : حاول استخدام لغتك في المحادثة، قدر الإمكان، بأي طريقة تريدها.
- من ناحيتي استفدت من غرف دردشة خاصة بتعلم اللغة. تجد الكثيرين، يحاولون تعلم اللغة، متوفرين للمحادثة والتعلم لفترات طويلة. غالبا مثل هالمجموعات تجتمع في برامج مختلفة، مثل Skype.
- أهم نقطة أثناء التقييم حسب ما قرأت هو السلاسة أثناء الحديث وعدم التوقف. حتى ولو كانت اللغة أحيانا تشمل أخطاء في اختيار الكلمات أو في القواعد، الأهم أن لا تتوقف واستمر في الحديث.
- موقع يقدم خدمة مفيدة أيضا (طبعا مدفوعة). يستمع لتسجيل صوتي تتحدث فيه ويقيمك بناء عليه.
وأخيراً، ملحوظات متفرقة:
- حاول تضع هدف معين (درجة معينة) لكل قسم. وبناء على ذلك تبني دراستك ومجهودك، بواقعية، حتى تصل إليها أثناء تقييمك لنفسك في الاختبارات التجريبية.
- معرفة كيفية حساب الدرجة النهائية للإختبار بشكل مفصل قد تساعد في تحديد الدرجة المتوقعة أو المطلوبة لكل قسم بدقة أكبر. وتقدم نظرة أشمل عن مدى جدوى التركيز على رفع درجة قسم معين من عدمها. هذه أداة ممتازة توضح كيفية حساب الدرجة النهائية للآيلتس بشكل تقريبي.
- الأقسام التي تتعلق بالمهارات الإنتاجية (المحادثة، الكتابة) تقييمها يكون بناء على حكم شخصي من مقيّم أو مقيمين مُعتمدين. هذا الحكم الشخصي قد يكون ظالم وغير منصف للأسف(كما حصل معي). من ضمن قوانين الإختبار، يُسمح لك بطلب إعادة تصحيح للإختبار (بمبلغ معين). حتى تاريخ هذه التدوينة: إعادة التصحيح لن تنقص شي من درجتك النهائية، فهي إما أن ترفعها (وبالتالي رسوم طلب إعادة التصحيح تعود لك)، وإما أن تبقى درجتك على ما هي عليه. تجربتي الشخصية كانت أن حظي السعيد أوقعني في مُختبر لقسم المحادثة غير عادل. طلبت إعادة تصحيح لقسم المحادثة، والدرجة ارتفعت بنسبة تفوق 35٪، مما أدى لرفع درجتي النهائية لنصف درجة إضافية، وهذا يعتبر تغـيّر ممتاز جدا. حسب دردشة بسيطة مع أحد المسؤولين باستقبال مثل هذه الطلبات; ذكر لي أن نتائج طلب إعادة التصحيح نسبة عالية منها تكون إيجابية، تقريبا من بين كل 3 طلبات، طلب واحد يتم التجاوب معه برفع الدرجة. إذا كانت تساورك الشكوك في درجة أحد هالقسمين تحديداً، لا تتردد واطلب إعادة تصحيح.
- كان أهم مرجع لي هي هذه المدونة. المحتوى ممتاز ومفيد. ناقشت كثير من الأفكار التي تعلمتها من خلال هذه المدونة في هذه المقالة.
في النهاية دعواتي لك بالتوفيق والنجاح، ولا تنسانا من الدعاء.