*هذا المقال ليس من كتابتي وإنما من ترجمتي فقط. (1)
زميل سألني مؤخرا لنصيحة أقدمها للتوازن بين الحياة العملية واللاعملية.جوابي كسر حاجزي الشخصي ليكون ملائم لنشره في تدوينة مستقلة، بناء على قواعدي التي أضعها للتدوين الأكاديمي.
نصائحي بشكل عام هي:
بما أني أكتب من وجهة نظر شخصية، نصيحتي قد تلائم أكثر بروفيسور أو أستاذ أكاديمي، يبحث عن الاستقرار الوظيفي، متزوج، ولديه أبناء صغار.
بالرغم من ذلك، حاولت أن تكون هذه النصائح مفيدة للجميع، قدر الإمكان.استمر في القراءة لمزيد من التفاصيل.
ابدأ بسرد أولوياتك في الحياة.إذا كانت بعض الأولويات مثل : “الصحة”، “السعادة”، أو “العائلة” تقبع تحت أولوياتك العملية، فإن أهدافك طويلة المدى غير ثابتة.
من السهل جدا أن تضع العمل في مقدمة أولوياتك من غير أن تشعر.إذا استمر مثل هذا الترتيب العكسي للأولويات: الاكتئاب، الألم، المرض، أو الطلاق مشاكل لن تفلت منها.
كبروفيسور غير مستقّر بعد، من المهم سرد الأشياء التي ستضحي بها لأجل الوظيفة.كطالب دراسات عليا، من المهم سرد الأشياء التي ستضحي بها لأجل شهادة الدكتوراة.
عقلية “عمل أكثر، نوم أقل” هي عقلية ضالّة.
لأكون واضح، أنا لا أدعو لإنجاز عمل أقل.
ولست بالضرورة أجادل لفرض ساعات عمل أقل.
لكني أدعو إلى الفعالية أو الكفاءة.
لقد لاحظت عقلية “عمل أكثر، نوم أقل” في شخصيات عمل مختلفة. لاحظت تفاخرهم بذلك في العمل لساعات متأخرة من الليل، وفي عطلات نهاية الأسبوع.
معادلة العمل هي كالتالي:المخرجات أو النتائج = وحدة عمل/ (ساعة*عدد ساعات العمل)
الأشخاص الذين يتبعون قاعدة “عمل أكثر، نوم أقل” يميلون للتركيز على "عدد ساعات العمل” من معادلة العمل السابقة.
(وحدة عمل/ساعة) من المعادلة السابقة، أو “الإنتاجية”، هي بنفس المستوى من الأهمية، إن لم تكن أهم.
كتاب "Rework" أو “إعادة صياغة العمل” قدّم توضيحات ممتازة لمدى زيف قاعدة ”عمل أكثر، نوم أقل”.
فك شفرة الانتاجية الخاصية بك ستدفع بها إلى أقصاها، نظريا.
إذا ظهرت مشكلة ضيق الوقت للأشخاص أصحاب عقلية “عمل أكثر، نوم أقل”، سيمتليء بالقلق. لن يستطيع تحقيق انتاجية واضحة. سيعجز عن الانتاج.
على الجانب الآخر، إذا ظهرت مشكلة ضيق للوقت للفرد صاحب الفعالية العالية، ستزيد إنتاجيته، بناء على المعادلة التي قدمناها.
عندما تتحدث مع زميلك عن العمل، هل تتحدث عن الأشياء التي لم تعملها؟ أنك لم تنم؟ لم تأكل؟ لم تذهب إلى السينما؟ لم تشاهد التلفاز؟
أو أنك تتحدث عن ما فعلته; أنك أرسلت طلب دعم مادي، كتبت مقالة معينة، تبلورت لديك فكرة معينة مثيرة للاهتمام، أو قدمت محاضرة عظيمة؟
إذا كان محور حديثك دائما يركز علي الأشياء التي تضحي بها بمقابل الأشياء التي تنجزها، من الممكن أن يكون تركيزك على جانب واحد من معادلتنا السابقة لإنتاجية العمل.
مقالات مقترحة التي قد تساعدك في زيادة انتاجيتك:-
من الجيد أن تستخدم شغفك للكمال كدليل توجيهي، لكن يجب أن تدرك أن الكمال، كغاية، لن تستطيع الوصول إليها.الكمال وسيلة وليست غاية.
اسعَ للكمال، حتى ترى عملك يتجاوز تقييم “جيد بما فيه الكفاية”.
البحث عن الكمال يؤثر على كمية العمل الموكل إليك، لأنه يمنع التنازلات تماما.
من سلبياته أيضا أنه يضيع وقت إضافي لإتقان العمل لدرجة تتجاوز الدرجة المرغوبة.
هذا الوقت الضائع من الممكن استثماره لإضفاء التوازن في حياتك.
صيانة مبدأ “التوازن” في حياتك يتطلب وضع الحدود.
وعند الضرورة، يتطلب وضع الحدود بصرامة مؤلمة.
على سبيل المثال، الراوتر أو الموزع في منزلي يعطّل اتصال الأنترنت عن حاسوبي الشخصي المتنقل بعد الساعة ١٨:٣٠ حتى ٨:٠٠ من اليوم التالي.
الموزع يسمح بـ ٣٠ دقيقة عند الوقتين : ٥:٣٠ و ٩:٣٠ لتحديث البريد الالكتروني ومجلدات الأكواد البرمجية.عند الضرورة، استحدث منبهات تذكّرك بـ”الحياة الحقيقية” خلال عملك.
مثل هذه الحدود الصارمة قد تكون صعبة التعامل في البداية، لكن مع مرور الوقت ستتقبلها وتتعايش معها، بل ستدرك أهميتها; ستجبر نفسك على الإنجاز خلال ساعات العمل الصارمة التي وضعتها.
ستحتاج لدقائق قليلة لتزم نفسك بمهام، قد ترتبط معك لسنين طويلة، حتى تستطيع “الهرب” منها.تعلم متى وكيف تقرر أن تقول “لا”.
إذا كانت التزاماتك فوق المستوى المعقول، قل:”هذه المهمة/المهام تعجبني لكن تركيزي الحالي على التزاماتي العملية قد يمنعني من أداء هذه المهمة على أكمل وجه، حسب رؤيتي."
قبل أن تقرر أن تقول “نعم”. تأمل في المهمة الجديدة و”نَمْ” معها.
إذا وجدت أن التزاماتك لا تستطيع الإيفاء بها، إبدأ بطلب المساعدة، الإلغاء، أو حتى الرفض.
نظام لتسيير العمل والانتاجية مثل ما هو معروض في كتاب: (Getting things done) أو “إنجاز المهام” يمنع ما يمكن وصفه بـ “ الموت بـ ١٠٠٠ طعنة”.
هو نظام لتنظيم متابعة جميع مهامك.
حتى أكون أكثر دقة، النظام يتابع كل مهامك في الحياة تحت إطار واحد، سواء العملية أو الشخصية.بما أنه يتابع جميع مهامك، هو أيضا يساعدك على معرفة الأوقات التي تكون فيها محاط بالتزامات تفوق طاقتك، الأوقات التي يجب فيها أن تقول “لا”.
النظام المعروض في الكتاب يحتوي على درجات من التنظيم. ستلاحظ أن الصعوبة تزداد حينما تصل للدرجات المتقدمة، هي إشارة جيدة لوصوك لمرحلة الالتزام المبالغ فيه، وأنه يجب التخفيف من التزاماتك.
بعض الأنظمة الإنتاجية الأخرى مثل : “تكتيك بومودرو” تكون ملائمة عندما يحين الوقت للتشغيل الفعلي للأعمال.
شخصيا لا أستخدم نظام “بومودرو” بشكل مُقيّد، لكني أدْركتْ الفكرة الأهم: الفعالية الأعلى في العمل حينما لا يكون هناك انقطاع أو ازعاج.
في أي عائلة أو علاقة عاطفية، كل طرف يجب أن يوضح مستوى القلق و مقدار العمل للطرف الآخر.
نظام تقويم مشترك، مثل تقويم قووقل “google calendar”، يساعد على توضيح مستوى القلق بشكل تلقائي للطرفين.
من المهم أيضا أن يتم توضيح مستوى القلق بطريقة مباشرة، بين الحين والآخر.
حينما يصل مستوى القلق لمرحلة متقدمة، حذّر عائلتك.
قد يساعدونك على تجاوز مثل هذا المستوى من القلق أو حتى التأقلم معه لفترة مؤقته، إذا وضّحت ذلك بالتواصل.
الاعتماد على التخاطر أو الظنون هي الوسيلة الأمثل لتدمير علاقة عاطفية جيدة.
حتى وإذا كنت تحب عملك (كما الكثير ممن يشاركني التخصص)، من المهم أن يكون لك هوايات خارج إطار العمل.
حتى أفضل الأعمال وأمتعها تجلب القلق.
الهوايات هي طريقة للتنفيس وطرد مثل هذا القلق قبل أن ينفجر.
قرر قائمة بالمهام الشخصية الضرورية.
إذا لديك شريك (زوج)، تقاسم المهام معه.
كل شخص يجب أن يلتزم بالمهام التي يفضّلها (الملائمة له).
للمهام غير المرغوبة المتبقية، قسّمها بطريقة متساوية أو ضع في الحسبان توظيف شخص آخر ليقوم بها.
على سبيل المثال، شخصيا لدي المقدرة لجّز العشب أسبوعيا، لكن لا أستمتع بذلك. من الأفضل أن أقضي وقتي في البحث، أو الكتابة، أو اللهو مع أبنائي. لهذا السبب فوضّت هذه المهمة لطالب جامعي يقطن في نفس الحيّ.
أو، على سبيل المثال أيضا، إذا كنت لا تحب التنظيف (أو تفضّل استثمار الوقت في شيء آخر)، ضع في الحسبان خدمة تنظيف المنازل.
يجب أن تدرك أنك لا تستطيع المحافظة على التوازن في حياتك بشكل مثالي.
سوف تقع في الأخطاء.
لا مانع من ذلك.
استمع لشريكك، وإذا كان غير مقتنع، خذ بزمام المبادرة. وسّع حدودك وكن مرنا; غيّر عاداتك، أو قلّل من مقدار العمل الذي تقوم به.كن على قناعة أن البحث عن التوازن بين حياتك العملية واللاعملية هو عملية لا نهائية.
لا تعامل مصطلح التوازن في جملة : "التوازن بين حياتك العملية واللاعملية” على أنه اسم.
عامله على أنه فعل.
”وازن” بين حياتك العملية واللاعملية”.(2)